الفسكاوي يكتب.. حي السيكتور والأسئلة المحظورة
رد على قناة شوف تيفي حول ممتهنات الدعارة بسيكتور قلعة مكونة
نريد أن نسائل المنتخبين عن تأهيل حي السكتور و البرامج التنموية و الميزانيات المرصودة من أجل جبر الضرر عن هذا الحي الذي طاله الاهمال .. يحتاج الحي أولا إلى بنية تحتية طرقية وإنارة عمومية شاملة وقاعات للرياضة ومركب نسوي للادماج الاقتصادي و تعاونيات نسوية و مصالح انتاجية و إدارات عمومية حتى يتم تغيير التمثلات السلبية عن هذا الحي عبر تكوين النساء ضحايا العنف و الفقر و ضحايا السقوط الأخلاقي الناجم عن انعدام فرص الشغل و استفحال الامية الوظيفية والقانونية وبناء إقتصاد محلي بعقليات جديدة بعيدا عن اقتصاد الدعارة الذي تروج له العقليات البائدة التي تنتفع من استغلال كرامة المرأة و العبث بها .. لأنه لا يحق ان تتعايش الرذيلة و غياب الكرامة الإنسانية في مدينة الورود حيث الأرائج و النسائم و العطور .. لماذا لا يتم تنزيل نموذج تنموي وردي يلحق النساء المهمشات الضائعات المسلوبات الحقوق الفاقدات للكرامة بمعامل وردية لانتاج الثروة وخلق فرص جديدة للحياة الكريمة ،معامل يتم بناؤها و تعاونيات يتم تنشئتها بدعم مباشر من المجلس البلدي و المجلس الإقليمي و القطاعات الحكومية .. فهذا هو تحدي التنمية بقلعة مكونة .. برنامج شوف تيفي لم يطرح الأسئلة الحقيقية في تشخيص الوضع الاقتصادي و الإجتماعي بحي مغبون ظل في الهامش ينتج الفوضى .. السؤال المحوري هو البحث عن البدائل الإقتصادية للإدماج الإقتصادي في إطار مقاربة نوع اجتماعي هش ينمو في الظل وليس البحث عن أصول الممتهنات هل هن من اصل محلي ام من أصول اخرى .. الدعارة دعارة لها أصل واحد هو سقوط الكرامة الإنسانية وعودة العبودية بصيغ تستبيح الجسد وتذبح معه الحس الإنساني .. فالمومسات علامات عن ضياع هذا الوطن في اتون الإستهلاك الرخيص .. الدعارة المجالية الموضعية من أنواع الدعارات التقليدية المرتبطة بالمجالات القروية المحافظة استجابة مباشرة للهشاشة الإقتصادية و غياب العدالة التنموية المحلية .. أحياء يتم إضاءتها بأنوار التنمية و أحياء أخرى تسكن في ظلال الإهمال تنبُث فيها فطر الظواهر الإجتماعية السلبية تتحد فيها الجريمة و الدعارة والسرقة وانعدام الخدمات العمومية و التخطيط الجيد لإعداد التراب ”
✍️ : الأستاذ الحسن فسكاوي