سميرة رشيد تكتب.. بين الورود و القمامة..
كما توجد الورود ، توجد القمامة و توجد الأشواك ..
كما يوجد الليل بسواده ، يوجد نهار مشرق ..
كما توجد الفضيلة ، توجد الرذيلة ..
كما يوجد الخير ، يوجد الشر ..
إنها الحياة ، لا تكتمل إلا بوجود المتناقضات ..
إنه قانون القطبية ، من القوانين الكونية ..
و ليس المطلوب ، أن نؤمن بالشيئ و نتبرا من نقيضه ، لأن ذلك لا ينفي وجود ذلك النقيض ..
فلا يمكن أن نعتبر أن الحياة كلها جنات ورود و ياسمين و أقحوان و … و لا وجود فيها لقمامة و اشواك و نباتات طفيلية و احيانا نباتات سامة ..
حينذاك سنكون مثاليين ، و لا نفهم الواقع ، أو ربما من دعاة الإيجابية المطلقة ، و هذا أمر مستحيل ..
الأجدر أن ننتبه لكل ما يوجد حولنا ، و نعترف بوجود القمامة بجانب الورود
لكن العبرة في التركيز ..
التركيز على مشاعر الفرح و السعادة و كل المشاعر الإيجابية عندما نرى الورود .. المشاعر التي تجعلنا نستشعر بهجة الحياة و صفاء وجودنا و رونق كينونتنا ..
هذه المشاعر الإيجابية الصافية ، ستجعلنا على تردد إيجابي ، كفيل بان يجذب لحياتنا اشخاص و مواقف و ظروف على نفس التردد الإيجابي ..
اما بالنسبه للقمامة ، فنحن نعترف بوجودها ، لكن دون مشاعر السخط و التذمر و الغضب من وجودها ..
نحن نتقبل وجودها دون مقاومة .. لأننا إذا ركزنا على القمامة بمشاعر الغضب و السخط ، سنكون على تردد سلبي يجعلنا نجذب لحياتنا اشخاص و مواقف و ظروف على نفس التردد السلبي ..
لذلك وجب أن ننتبه ، أن نكون مستيقظين و نع جيدا أين يذهب تركيزنا ، و أين تتجه مشاعرنا ..
فنحن المسؤولين كل المسؤولية عن عبير حياتنا ، سواء نجعل منها جنة خضراء ، بورود زاهية بألوان قوس قزح ، أو نجعلها مظلمة داكنة مرة برائحة القمامة ..
فلك أن تختار ، دون أن تحتار ..